Arabic

 

 

 ]

أطفال

 

كُنَّا أطفالاً نتدلّى، سُعداءَ، من الأغصانِ. السَّماءُ التي فوقنا أَومأتْ بكنوزٍ فشحذنا خناجرنا الخشبيَّةَ لنَطُوْلَها. قاتلنا ، ببسالةٍ ، ضدَّ أعداءَ محجوبينَ ، قبضنا على فراشاتٍ وعصافيرَ صغيرةٍ لنُطيِّرها صاخبينَ ، ضحكنا من عشّاقٍ يتبادلون القُبَل ، طاردنا غُرباءَ ، وأرجعنا الهِرَرَ إلى أمّهاتها ، بكينا  بحُرقةٍ ، وإنْ لوقتٍ قليلْ .

 

كُنَّا ذئاباً وديعةً بين ذئابٍ أكثر وداعةً. ككرةٍ ذهبيّة صَدِيَ وقتُنا الضَّاحك أزرق العينينِ وتدحرجَ عبر الغابة ـ غابتنا ـ مُسرعينَ ركضنا خلفَهُ، رأساً على عَقِبٍ. فجأةً تلاشى، ضلَّ دربَهُ بينَ الزّهورِ، ضاعَ في العُشبِ البريّ، وذابَ بعيداً تاركَنَا واقفينَ حيثُ لا نزالُ إلى اليوم، قابضينَ عليهِ حينَ ننحني بعيون مفتوحةٍ على اتّساعها وشَعرٍ عاصفٍ، تكادُ تزلُّ بنا الخُطَىْ. 

 

 

مسمومةٌ التفّاحةُ

 

مسمومةٌ هي التّفاحةُ

والمرآةُ أعمتها المرآةُ

لا أحد غارقٌ في النَّومِ كملاكي .

 

سيطرقُ أبوابنا ثلجٌ

مُتنكّراً كراهبٍ.

 

إعدموهُ !

 

لا أحد سيكونُ أكثرَ بياضاً من ملاكي.

 

 

 

 

قبل العاشرة بنصف ساعةٍ ، ابتدأ المطر

 

 

قبل العاشرة بنصف ساعةٍ ، ابتدأ المطرُ .

خطوتُ خارجَ حجرتي الضيّقة

كي أتوحَّدَ وألمعَ ـ بذراعينِ ممدودينِ، في المطر.

 

فراشةٌ في حَلْقِ الانتظارِ أنا.

 

يحضنني المطرُ

وكلّما يحضننيْ

يَصِيْرُنِيْ.

 

وكلّما من الشبّاكِ المفتوحِ تندهُ اسميَ الموجعَ

يعودُ المطرُ إليكَ وبجواركِ يستلقيْْ.

يا مَنْ عشقتَ المطرَ السَّكرانَ ، المُزْبدَ

الذي لألفِ مرَّةٍ ومرَّةٍ

خاننيْ .

 

ها ليلٌ. ترمي الشَّمسَ في البحرِ

الذي يسقطُ ، تسقطُ ... وتئزُّ

حتَّى تلقفها سمكةٌ بعينيّ أرملةٍ.

 

أَلْقِنِيْ ، كقطعةِ نقودٍ فوقَ رصيفٍ مُعتمٍ

لبلدة عتيقةٍ

مَرْميَّة ، هناكَ ، سأبقىْ

حتّى يُطلّ شحاذٌ ـ برغبةٍ ـ يلقطُنيْ

وعليَّ يُنْعِمُ .

 

 

 

( ترجمة : تحسين الخطيب )